الجد : أحلى أيام بقى كانت أيام الدراسة ، الفصل كان على أيامنا
رايق وعدد التلاميذ فيه ما يزيدش عن ستين سبعين تلميذ ، وكنا ساعتها
بنعرف نفهم الدرس كويس مش زي دلوقتي ، وكانت الشوارع أيامها فاضية
لأن مصر كلها كان تعدادها 70 مليون مش أكثر ، تخيلي بقى الروقان
اللي كنا فيه؟
الحفيدة : 70 مليون بس؟
الجد : أمال إيه .. علشان كده كانت كل حاجة رخيصة ، يعني مثلاً
كيلو اللحمة يوم ما يضربه الدم كان يبقى بخمسة وعشرين جنيه أو بخمسة
وتلاتين جنيه ، وكان أتخن جوز جزمة بمتين وخمسين جنيه ، وكان الواحد
يقدر يشتري شقة تمليك بـ 350 الف جنيه بس .. وكان الدولار بستة جنيه
بس تخيلي بقى؟
الحفيدة : ما هو علشان كده كان الجواز على أيامكم كان سهل خالصالجد : أمال .. ده احنا الواحد مننا كان بمجرد ما يوصل سن 35 سنة
يبتدي يفكر في الجواز على طول ، وما كانش عندنا الأفكار الغريبة
اللي بتعملوها دلوقتي زي إن البنت تعد مع الولد كام سنه قبل الجواز
علشان يتعرفوا على بعض أكثر زيك انتي وسوسو صاحبك ، أنا شخصياً شايف
إن ده وضع مش لطيف ، ده احنا يا بنتي على أيامنا كان لا يمكن البنت
تتأخر بره البيت عن الساعة أربعة صباحاً ، طب ده باباها كان ممكن
ساعتها يخاصمها
الحفيدة : ده انتوا كنتوا متزمتين خالص ياجدو!!الجد : يا بنتي إحنا اتربينا على الأخلاق والفضيلة والعادات
والتقاليد .. يعني كان الواحد مننا زمان لما يدخل الأسانسير ويلاقي
جاره في الأسانسير ممكن يفكر يصبح عليه ، ومش بعيد كان يسأله عن
أحواله ... وكانوا أهل الفن محتشمين جداً ، والمذيعات كانوا يقعدوا جنب الضيف مش على
ركبته زي دلوقتي... هيـ يـ يـ يـ ـه الله يرحم دي أيام
الحفيدة : رايح فين يا جدو
الجد : أصلي كنت موصي الجزار على اتنين كيلو لحمة وأعطيته ثلاثة
آلاف جنيه عربون وعايز أروح أطمن إذا كانت اللحمة وصلت ولا لأ؟؟؟ ؟